متردد؟!.. مهزوز من جواك؟!.. ما بتقدرش تواجه حد؟!.. لما بتتكلم، صوتك بيكون واطي ومش واضح؟!.. ما حدش بيسمعك لما بتتكلم ولا بيأخذ باله إنك موجود؟!.. لما بتكون في مكان جديد بتحب تقف لوحدك وتحس بخوف؟! ما بتحبش تروح تجمّعات كثير؟!.. لو كنت بتشتكي من كل الأعراض اللي فاتت؛ فإنت بتعاني من حاجة اسمها "انعدام الثقة بالنفس"، أو بمعنى آخر: إنت مش واثق في نفسك، وقبل ما نتكلم عن الأسباب اللي أدت بك لكده وطُرق علاجها، يلّا بينا نعرف الأول يعني إيه ثقة.
يعني إيه ثقة بالنفس؟!
الثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمته وقدره بين المحيطين، وهذا ما يظهر في تصرفاته وحركاته مع الآخرين؛ فلا يخشاهم أو ينتظر حكمهم عليه؛ بل يتصرف بطبيعته دون انتظارٍ لرأيهم. ونجد أن انعدام الثقة هو الذي يجعل الشخص يتصرف وكأنه مراقَب ممن حوله، وينتظر في كل حركة وتصرف ورأي أن يرى انطباع الآخرين وردود أفعالهم على ما يقوم به؛ مما يجعل القلق حليفه الأول في كل فعل أو اتخاذ قرار.
طب يا ترى إيه أسباب انعدام الثقة دي؟!
هناك العديد من الأسباب التي من الممكن أن تؤدي لفقد الثقة في النفس ومنها:
1- الإحساس بالضعف والحرج من مواجهة الآخر.
2- الشعور بالضآلة والصغر بالمقارنة بالمحيطين، مع عدم وجود شيء مميز بالشخصية.
3- سيطرة التفكير السلبي عليك، بحيث ترى مساوئك وتركّز عليها، وتسيطر هذه الفكرة عليك حتى تصبح حقيقة، وتتصرف وفقها.
4- تهويل الأمور والمواقف؛ بحيث تشعر بأن المحيطين يركّزون على ضعفك ويراقبون كل حركة غير طبيعية تقوم بها.
5- خوفك من أن يصدر منك تصرف غريب أو غير اعتيادي؛ فيلومك الآخرون عليه أو يحتقرونك.
وحتى نتمكن من حل مشكلة انعدام أو قلة الثقة بالنفس، يجب في البداية أن نعلم ما هي مصادر المشكلة ومن أين أتت.
مصادر المشكلة:
1- مرورك بتجربة قديمة ومؤلمة، كالإحراج أو التوبيخ الحاد أمام الآخرين.
2- التهوين من قدراتك، والسخرية من مواهبك؛ خاصة في الصغر، وإذا كانت من الوالدين والأقارب فإن وقعها على النفس أشد وأقوى.
3- فشلُك في الدراسة أو العمل وتلقّي بعض الانتقادات الحادة من المدرسين أو المدير بشكل مؤذٍ أو جارح.
4- نظرة الأصدقاء أو الأهل السلبية لذاتك وعدم الاعتماد عليك في الأمور الهامة وعدم إعطائك الفرصة لإثبات ذاتك.
5- عدم إعطائك الفرصة منذ صغرك على التعبير عن ذاتك أو مشاركتك الرأي.
وبعد أن حدّدنا معاً معظم مصادر المشكلة ومسبباتها؛ فلْنتعرف على بعض الخطوات التي قد تساعد في حل هذه المشكلة:
1- يجب أن تعلم أن إحساس الظلم أو الاحتقار الذي يسيطر عليك لن يغيّر في الأمر شيئاً؛ لأنه إذا كان المحيطون ينظرون حقاً إليك هذه النظرة؛ فبعدم ثقتك في نفسك ستزيد من هذه النظرة؛ لذلك عليك الخلاص من هذا التفكير الساذج واستبداله بتفكير أكثر إيجابية.
2- استبدل الكلمات السيئة التي اعتدت إطلاقها على نفسك بكلمات تشجيعية تزيد من قوتك وتُحسّن من نفسيّتك وتزيد من راحتها.
3- ردّد دائماً بينك وبين نفسك أنك إنسان قوي، وأنك تملك ثقة عالية في نفسك، وأنك بدءاً من اليوم ستُخرج هذه الثقة؛ لأنك بعد أن تثبت في عقلك هذه الفكرة؛ فإنك ستبدأ في التصرف وفقاً لها.
4- أحبّ ذاتك ولا تكرهها، ولا تدع الآخرين يقلّلون منها.
5- لا تكن مرهف الحس إلى درجة الحقد أو تهويل الأمور، وتأقّلم مع من ينتقدك؛ فليس كل من ينتقدك هو بالطبيعة يكرهك.
6- ارسم لنفسك صورة وأنت في لحظة ثقة، وحاول أن تسترجعها في لحظات ضعفك حتى تكون ركيزة دعم لك.
7- لا تقارن بين نفسك وبين غيرك حتى لا تشعر بالضآلة أمام من هو أفضل منك في أي شيء؛ ولكن انظر دائماً لأفضل ما فيك، وحاول أن تُنمّيه وتفتخر به.
8- كن إنساناً إيجابياً، وحاول أن تتفاعل مع المحيطين بإيجابية، وأبرز إبداعاتك ولا تُخفِها أبداً؛ حتى لو واجهت انتقاداً من أحد؛ فحتماً ستجد من يشجّعك وتعجبه أعمالك. وهناك قول يجب أن تضعه دائماً أمام عينيك وهو "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، فلا تظلم نفسك بالاستماع لمن يحطّمك ويحطم كل إبداعاتك.
9- يجب أن يكون لك وجود وحضور قوي في جميع المناسبات والتجمّعات.. حاول أن تحاور وتناقش حتى تعتاد الأمر؛ فهذا يزيد من ثقتك بنفسك ويعزز الشعور بأهمية ذاتك.
10- حاول أن تساعد الآخرين؛ فمساعدتهم ستزيد من ثقتك بنفسك وشعورك بذاتك.
11- اهتم بمظهرك وشكلك؛ فالمظهر اللائق يعزز من ثقتك بنفسك.