أكدت التجارب أن 90 % من حالات تقوس الساقين عند الأطفال والناتج عن لين العظام يتم
شفاؤها تماما باستخدام العقاقير والفيتامينات والتعرض لأشعة الشمس حيث يختفي التقوس ويصبح
وضع الساقين طبيعياً ، وقد جرى العرف الطبي ألا تجرى أي جراحة في حالة الحاجة إليها إلا بعد
بلوغ الطفل 3 سنوات .
وإذا تطلب الأمر إجراء جراحة فإنه يتم قص عظم الساقين وتعديل وضعهما وتثبيتهما بأسلاك ،
وهذا النوع من الجراحة بسيطة جداً ، وتصل نسبة النجاح فيه إلى 100 %نظراً لحيوية وسرعة
التئام عظام الأطفال وتتم هذه الجراحة في مرحلة واحدة بالنسبة للأطفال ، حيث يمكن تعديل
وضع الساقين معاً ، فيمكن لأهل الطفل حمله ويتم الشفاء ويعود الطفل إلى حركته الطبيعية بعد
مرور ما بين شهر و 3 أشهر على إجراء الجراحة .
أما في السن من 10إلى 12 سنة فإن هذه الجراحة تتم على مرحلتين ، حتى لا يظل الطفل
طريح الفراش لفترة طويلة ، حيث تجري الجراحة لساق في المرحلة الأولى ، وتأتي الثانية بتصليح
عظام الساق الأخرى بعد مرور 6 أشهر على الجراحة الأولى ، لأنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى
تكون الحركة بالساق قد أصبحت كاملة ، وفي الأشهر الثلاثة التالية يتم بناء العضلات وتقويتها .
يقول الدكتور أحمد سامي كامل أستاذ جراحة العظام والمفاصل بكلية الطب جامعة عين شمس إن
من أسباب لين العظام في الأطفال :
أمراض سوء التغذية ولا يرتبط هذا بالمستوى المادي لأسرة المريض حيث تكمن المشكلة]
في نوع الغذاء وليس في سعره ، كأن لا يحتوي طعام الطفل المنتمي لأسرة غنية على
مركبات فيتامين " د " والكالسيوم بكمية كافية .
عدم التعرض لأشعة الشمس مباشرة بدون حاجز زجاجي لأن أشعة الشمس تعمل على
تحفيز فيتامين " د" في الجسم ، والفاصل الزجاجي يحتجز الأشعة فوق البنفسجية التي
تحفز فيتامين د ، والمعروف أن هذا الفيتامين يعمل على تحويل الكالسيوم من الحالة الخاملة
إلى الحالة النشطة فيتسرب على أسطح النمو الغضروفية فيحولها إلى عظام .
في حال وجود أمرض في الكلى أو الكبد فإنها تعوق تحفيز فيتامين د . وهذا نادر جداً .
أي خلل في دورة تحفيز فيتامين " د " بالجسم وتم تحفيزه بالتالي للكالسيوم وترسيبه ينتج عنه
نمو العظام في صورة غضروفية ، فتصبح مثل الشمع قابلة للثني تحت وزن الطفل العادي أي
النحيف ، وهو ما يسمى تقوس الساقين . سواء للداخل أو للخارج .
وهنا يجب على أهل الطفل مراعاة المتابعة مع طبيب الأطفال بداية من سن 4 أشهر لإعطائه
الكميات المناسبة من الفيتامينات والكالسيوم ، والموجودة في صور أغذية مع التعرض لأشعة
الشمس مباشرة في الصباح الباكر أو بعد العصر .
وفي حالة ملاحظة الأهل لوجود تقوس بساق الطفل ، فلا داعي للإنزعاج لأن العلاج كما ذكرت بسيط وناجح .
وعادة تظهر ملامح التقوس عند بلوغ الطفل ين عام او عام ونصف العام ، ويبدأ في صورة عدم
توازن في عملية المشي ، ثم يظهر التقوس بشكل واضح عند سن عامين عندما يبدأ الطفل في المشي .