بسم الله الرحمن الرحيم
بكلمات بسيطة وصوت ناعم
سيطري علي زوجك بأسلوب "الساندويتش"
متطلبات الحياة الزوجية تختلف بين الرجل والمرأة ، فالزوج يحتاج أن يشعر برجولته من خلال بعض التصرفات التي تحتاج منه إلى الهيمنة والسيطرة كونه القائم والمتحكم بأعمال الأسرة ، ولكن بما أن الزواج يقوم على المشاركة فالاختلاف وارد، وهنا تواجه المرأة عبئاً كبيراً في كيفية وطريقة "الاعتراض" مع زوج شرقي لا يقبل كلمة "لا" ، هل ترضخ على طول الخط وتمحي شخصيتها أم تعاند وتعترض لإثبات دورها داخل البيت؟.
الرجل الشرقي بطبيعته يرفض الندية أو المعارضة ، لذا نجد أن بعض الدراسات أكدت أن كثير من الرجال يفضلون الارتباط بالشخصية الضعيفة ، وفى الوقت نفسه يعجبون بالشخصية القوية وينجذبون لبعض زميلات العمل أو الأقارب لأنهم يشعرون بحاجة إلى الحوار وتبادل الحديث مع شخصيات قوية تتمتع بأفق واسع.
أما عند اختيار الزوجة فيفضل أن تكون شخصية هادئة ومطيعة ، تتجنب كلمة " لا" وتكثر من "حاضر" و"نعم" في أي قرار بسيط أو مصيري ، أما إذا تزوج من امرأة قوية الشخصية فنجده يتركها تمارس هذه القوة خارج البيت في العمل وفي إدارة الشئون العائلية , لكن في علاقته المباشرة بها يجب أن يكون هو المسيطر والكلمة والرأي له .
صحيح أن الرجل الشرقي له الهيمنة والسيطرة ، ولكن الطاعة العمياء والموافقة على كل شئ يمحي ويلغي شخصية الزوجة ويجعلها مملة فى عينيه الأمر الذي يسبب أحياناً المشاكل ، بل ويتهمها الرجل بأنها سلبية ليس لها رأي ولا أي دور في حياته ، ومن ناحية أخرى هناك بعض الزوجات يعترضن فقط من أجل المعارضة ، وفئة أخري يلجئن للصوت العالي ويجهلن الطريقة المناسبة للاعتراض.
هذه المعادلة الصعبة تحدث عنها رائد التنمية البشرية د. إبراهيم الفقي خلال أحد برامجه مشيراً إلى أن المرأة لا يجب أن تكون سلبية في حياتها الزوجية التي من المفترض أنها تعتمد على الصداقة والمشاركة بين طرفين ، وهذا يتطلب من المرأة التعرف الجيد على شخصية شريك حياتها وتتعامل معه بذكاء شديد، وخاصة إذا كانت سلبية تخاف من الاعتراض ، وتوافق زوجها على الخطأ والصواب.
ويؤكد د. إبراهيم الفقي أن من أكثر المتضررات من هذا الأمر هى الشخصية "الودودة" التى تحرص على أنها لا تسبب ازعاج أو حرج لغيرها ، بل أنها تتحمل الألم على حساب أعصابها وغالباً تخجل من أن تقول " لا" وخاصة إذا كانت شخصية الشريك قيادية ، هذه الشخصية تنعكس عليها حالة الآخر النفسية ولا تستطيع النوم إذا كانت سبباً فى أي خلاف ، لأنها ترغب دائما في احتواء وثقة الآخرين.
ولكن إذا تمادت هذه الشخصية فى الطاعة بسبب الشريك القيادي وتأزمت المشاكل بسبب عدم معرفة الطريقة المثلي للتعامل مع الزوج فهذا الأمر أرجعه د. الفقي إلى ضعف كبير فى شخصية الزوجة ، وأطلق على هذه الحالة تعبير "tanking " حيث شبه الزوجين بأسطوانات الغاز عندما تفرغ واحدة تمتلئ الأخرى ،وهذا ما يحدث تماماً إذا ضغطت المرأة على أعصابها ويبدأ الآخر ى التمادي .
ويؤكد د. الفقي أن المعلومة يجب أن تصل للرجل بطريقة ناعمة خلال معلومات محددة ، على سبيل المثال من الممكن استخدام بعض الجمل : "ما هو الذي يضايقك منى بالتحديد" ، "من المؤكد أنك تريد أن أكون سعيدة" ثم يأتي دور الكلمات الساحرة وهو ما يطلق عليها "أسلوب الساندويتش" وهو إعطاء انطباع جيد للرجل عن نفسه فى البداية والنهاية بأن تقول مثلاً "بفضلك تعلمت أشاء كثيرة كنت أجهلها "، وفى مجمل الحديث تعبر رأيها فى المشكلة بدون أن تنتقض زوجها حتى لا تعطي له فرصة الدفاع عن نفسه والتصميم على موقفه ، مع الحرص على أن تكون نبرة الصوت حاسمة بدون تقديم أي تنازلات ويتقبلها الزوج فى نفس الوقت.
وبهذه الطريقة من الممكن الوصول إلى الهدف سريعاً ، هذا الأمر يجب أن تتدرب عليه الزوجة أمام المرآة أولاً ، لأنها تحتاج إلى مهارة فن الاتصال والتوافق لتستطيه أن تصل بشكل جيد للطرف الآخر بدون أن يشعر بالندية أو التحدي ، مع الحرص على اختيار تعبيرات وجه مناسبة مع وضع جسم ملائم ، هذا لا يعنى استخدام نبرة حادة ، ولكن الحديث يجب أن يكون بطريقة بسيطة وفى نفس الوقت فعال.
وينصح د. الفقى كل زوجة قائلاً : كوني فعالة وقوية من خلال السيطرة الكاملة على حواسك ، حيث تعتمد 55% من وسائل الاتصال على التعبيرات وحركات الجسم ، كل ذلك يشكل مدى قوة الشخصية وتأثيرها على الآخر وذلك خلال تعبيرات بسيطة وصوت رائع يمكنك التعبير عن رأيك بدون تنازلات.
المرأة المطيعة دائماً تكون مملة ، والرجل يحتاج إلى التجديد والتغيير من آن إلى آخر يحتاج إلى الحوار والمناقشة ، وهذا لا يعنى الاختلاف أو افتعال المشاكل ، ولكن يحب أن تشعري زوجك بوجودك إذا طلب المشورة أو النصيحة بدون أن تلغي شخصيتك ، أما فى حالة الاختلاف لا تحاولي دائما فرض رأيك ولا تنسي دهاء المرأة بأن تقترحي عليه خياران يكون لكِ رغبة بهما بأن تقولي له "ما رأيك إذا قمنا بكذا أو بكذا " ، لأن أسلوب المشاركة بالنقاش يكون فعال وأكثر تأثيراً على العلاقة بالمقارنة إذا أعتاد الرجل أن يكسب فى النهاية وتكون القضية محسومة بلا نقاش أو جدال.