عبرت الحكومات والدول العربية والإسلامية وشعوبها عن إدانتها ورفضها التام للإساءة للرسول الكريم واعتبار أن ذلك -إضافة لأية إساءة للذات الإلهية أوالقران الكريم- خطوطًا حمراء لا يمكن التساهل حيالها أو القبول بها تحت أى ظرف وبأة ذريعة كانت.
لقد كان الغضب الذى تفجر عقب إطلاق الفلم المشبوه المسيء للرسول الكريم -تعبيرًا عن هذا الرفض وتاكيدًا على تصميم المسلمين حكامًا ومحكومين على أن المساس بالرسول الكريم اعتداء يجب الوقوف ضده والتعبير بكل قوة فى رفضه وشجبه وتحميل من قام به المسؤولية على كافة الأصعدة. ولكن ثمة ملاحظات على التعبير عن الشجب الذي وصل إلى درجة العنف والقتل لسفراء دول غربية والاعتداء على المقار الدبلوماسية وحرقها فى خروج على النص وإساءة للإسلام ويعتبر -هذا التعبير- محاولة بعض الجهات المغرضة استثمار هذه الغضبة النبيلة واختطافها لأغراض أخرى لا تمت إلى الإسلام بصلة وتحوله من دين يدعو للحوار السلمى المستنير إلى أغراض تعرفها هى. وهو أمر مرفوض أيضًا.
وثمة رسالة إلى الغرب والدوائر الحاكمة فيه والعقلاء الذين يؤمنون بالحوار بين الحضارات والأديان والثقافات تقول فحوى الرسالة: "إنه يجب تجريم المسيئين إلى الرسالات والأنبياء والأديان والذات الإلهية وإنه لايوجد"استثناء" فى حالة التعرض لنبى كريم مثل خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإذا كان الغرب يؤمن باحترام ديانات الآخرين ويجلها فلماذا لا تكون هناك نصوص قانونية تجرم مثل منتج الفيلم المسيء وتوقع عليه العقوبة الصارمة هو ومن أنتج الفيلم أو قام بالتمثيل فيه أو موله وروج له وسوقه؟
ومما يثسير غضب المسلمين وسخطهم استسهال تمرير مثل هذه الأفلام فيما يحرم الغرب ويجرم أى حديث عن أشياء مثل "التشكيك فى إبادة اليهود" وتقوم الدنيا وتنطلق عقائر قنوات الإعلام من تلفزة وصحف ومواقع إلكترونية لتجرم أي كلام فى هذا الشان؟ فلماذا الكيل بمكيالين ولماذا لا ينص فى الدساتير والقوانين الأوربية والأمريكية على أن الإساءة للأنبياء محرم ومن يقوم بها يعتبر مجرمًا وعقوبته واجبة.
[img]
[/img]